الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني المشهور بـ «تفسير الألوسي»
.تفسير الآية رقم (33): {وَلَا يَأْتُونَكَ ثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا (33)}{وَلاَ يَأْتُونَكَ ثَلٍ} من الأمثال التي من جملتها اقتراحاتهم القبيحة الخارجة عن دائرة العقول الجارية لذلك مجرى الأمثال أي لا يأتونك بكلام عجيب هو مثل في البطلان يريدون به القدح في نبوتك ويظهرونه لك {إِلاَّ جئناك} في مقابلته {بالحق} أي بالجواب الحق الثابت الذي ينحى عليه بالإبطال ويحس مادة القيل والقال كما مر من الأجوبة الحقة القالعة لعروق أسئلتهم الشنيعة الدامغة لها بالكلية، وقوله تعالى: {وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا} عطف على {الحق} أي جئناك بأحسن تفسيرًا أي بما هو أحسن أو على محل {بالحق} أي استحضرنا لك وأنزلنا عليك الحق وأحسن تفسيرًا أي كشفا وبيانا على معنى أنه في غاية ما يكون من الحسن في حد ذاته لا أن ما يأتون به له حسن في الجملة وهذا أحسن منه، وهذا نظير قولهم: الله تعالى أكبر أي لع غاية الكبرياء في حد ذاته وبعضهم قدر مفضلًا عليه فقال: أي وأحسن تفسيرًا من مثلهم وحسنه على زعمهم أو هو تهكم، وتعقب الأول بأنه يفوت عليه معنى التسلية لأن المراد لا يهلك ما اقترحوه من قولهم: {لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ القرءان جُمْلَةً} [الفرقان: 32] فإن تنزيله مفرقًا أحسن مما اقترحوه لفوائد شتى وفيه منع ظاهر، وقيل: المراد بالتفسير المعنى، والمراد وأحسن معنى لأنه يقال: تفسير كذا كذا أي معناه فهو مصدر عنى المفعول لأن المعنى مفسر كدرهم ضرب الأمير، ورد بأن المفسر اسم مفعول هو الكلام لا المعنى لأنه يقال فسرت الكلام لا معناه.وقال الطيبي: وضع التفسير موضع المعنى من وضع السبب موضع المسبب لأن التفسير سبب لظهور المعنى وكشفه، وقيل عليه: إنه فرق بين المعنى وظهوره فلا يتم التقريب وقد يكتفي بسببيته له في الجملة.وأيًا ما كان فهو نصب على التمييز والاستثناء مفرع من أعم الأحوال فالجملة في محل النصب على الحالية أي لا يأتونك ثل في حال من الأحوال أي آلا حال إنزالنا عليك واستحضارنا لك الحق وأحسن تفسيراف، وجعل ذلك مقارنًا لاتيانهم وإن كان بعده للدلالة على المسارعة إلى إبطال ما أتوا به تثبيتًا لفؤاده صلى الله عليه وسلم، وجوز أن يكون المثل عبارة عن الصفة الغريبة التي كانوا يقترحون كونه عليه الصلاة والسلام عليها من الاستغناء عن الأكل والشرب وحيازة الكنز والجنة ونزول القرآن عليه جملة واحدة على معنى لا يأتوك بحالة عجيبة يقترحون اتصافك بها قائلين هلا كان على هذه الحالة إلا أعطيناك نحن من الأحوال الممكنة ما يحق لك في حكمتنا ومشيئتنا أن تعطاه وما هو أحسن، وتعقب بأنه يأباه الاستثناء المذكور فإن المتبادر منه أن يكون ما أعطاه الله تعالى من الحق مترتبًا على ما أتوا به من الأباطيل دامغًا لها ولا ريب في أن ما أتاه الله تعالى من الملكات السنية الطائفة بالرسالة قد أتاه من أول الأمر لا قابلة ما حكى عنهم من الاقتراحات لأجل دمغها، وإبطالها.وأجيب بأن معنى {إِلاَّ جئناك} إلخ على ذلك إلا أظهرنا فيك ما يكشف عن بطلان ما أتوا به وهو كما ترى فالحق التعويل على الأول. والمشهور أن الاتيان والمجيء عنى لكن عبر أولا بالاتيان، وثانيًا بالمجيء للتفنن وكراهة أن يتحد ما ينسب إليه عز وجل وما ينسب إليهم لفظًا مع كون ما أتوا به في غاية القبح والبطلان وما جاء به سبحانه في غاية الحقية والحسن، وفرق الراغب بينهما فقال المجيء كالاتيان لكن المجيء أعم لأن الإتيان مجيء بسهولة، ومنه قيل للسيل المار على وجهه أتى وأتاوى، والاتيان قد يقال باعتبار القصد وإن لم يكن منه الحصول والمجيء يقال اعتبارًا بالحصول، ولعل في التعبير الإتيان أولًا والمجيء ثانيًا على هذا إشارة إلى أن ما يأتون به من الأمثال في نفسه من الأمور التي تتخيل بسهولة ولا تحتاج إلى إعمال فكر بخلاف ما يكون في مقابلته فإنه في نفسه من الأمور العقلية التي صقلها الفكر فلا يجد أحد سبيلًا إلى ردها والطعن فيها أو إلى أن فعلهم لخروجه عن حيز القبول منزل منزلة العدم حتى كأنهم لم يتحقق منهم القصد دون الحصول بخلاف ما كان من قبله عز وجل فتأمل والله تعالى أعلم بأسرار كتابه..تفسير الآية رقم (34): {الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلَى جَهَنَّمَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ سَبِيلًا (34)}{الذين يُحْشَرُونَ على وُجُوهِهِمْ إلى جَهَنَّمَ} أي يحشرون ماشين على وجوههم. فقد روى الترمذي عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «يحشر الناس يوم القيامة ثلاثة أصناف. صنفًا مشاة. وصنفًا ركبانا. وصنفًا على وجوههم قيل يا رسول الله وكيف يمشون على وجوههم؟ قال إن الذي أمشاهم على أقدامهم قادر على أن يمشيهم على وجوههم أما أنهم يتقون بوجوههم كل حدث وشوك» وهذا يحتمل أن يكون بمس وجوههم وسائر ما في جهتها من صدورهم وبطونهم ونحوها الأرض وأن يكون بنسكهم على رؤسهم، وجعل وجوههم إلى ما يلي الأرض وارتفاع أقدامهم وسائر أبدانهم، ولعل الحديث أظهر في الأول، وقيل: إن الملائكة عليهم السلام تسحبهم وتجرهم على وجوههم إلى جهنم والأمر عليه ظاهر لا غرابة فيه، وقيل: الحشر على الوجه مجاز عن الذلة المفرطة والخزي والهوان، وقيل: هو من قول العرب مر فلان على وجهه إذا لم يدر أين ذهب، وقيل: الكلام كناية أو استعارة تمثيلية والمراد أنهم يحشرون متعلقة قلوبهم بالسفليات من الدنيا وزخارفها متوجهة وجوههم إليها، ولعل كون هذه الحال في الحشر باعتبار بقاء آثارها والأفهم هناك في شغل شاغل عن التوجه إلى الدنيا وزخارفها وتعلق قلوبهم بها، ومحل الموصول قيل إما النصب بتقدير أذم أو أعني أو الرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف أي هم الذين أو على أنه مبتدأ، وقوله تعالى: {أولئك} بدل منه أو بيان له، وقوله تعالى: {شَرٌّ مَّكَانًا وَأَضَلُّ سَبِيلًا} خبر له أو اسم الإشارة مبتدأ ثان {وشر} خبره، والجملة خبر الموصول، وقال «صاحب الفرائد»: يمكن أن يكون الموصول بدلًا من الضمير في {يأتونك} [الفرقان: 33] و{أُوْلَئِكَ شَرٌّ مَّكَانًا} كلام مستأنف، ولعل الأقرب كون الموصول مبتدأ وما بعده خبره قال الطيبي: وذلك من باب كلام المنصف وإرخاء العنان. وفصل {الذين يُحْشَرُونَ} عما قبله استئنافًا لأن التسلية السابقة حركت منه صلى الله عليه وسلم بأن يسأل فإذا اذا أجيبهم وما يكون قولي لهم؟ فقيل قل لهم الذين يحشرون على وجوههم إلى جهنم إلخ يعني مقصودكم من هذا التعنت تحقير مكاني وتضليل سبيلي وما أقول لكم أنتم كذلك بل أقوال الذين يحشرون على وجوههم إلى جهنم شر مكانًا وأضل سبيلًا فانظروا بعين الإنصاف وتفكروا من الذي هو أولى بهذا الوصف منا ومنكم لتعلموا أن مكانكم شر من مكاننا وسبيلكم أضل من سبيلنا. وعليه قوله تعالى: {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِيَّاكُمْ لعلى هُدًى أَوْ فِي ضلال مُّبِينٍ} [سبأ: 24] فالمكان الشرف والمنزلة. ويجوز أن يراد به الدار والمسكن. {لَّهُمْ وَأَضَلَّ} محمولان على التفضيل على طريقة قوله تعالى: {قُلْ هَلْ أُنَبّئُكُمْ بِشَرّ مّن ذلك مَثُوبَةً عِندَ الله مَن لَّعَنَهُ الله وَغَضِبَ عَلَيْهِ} [المائدة: 60] وجعل «صاحب الفرائد» ذلك لإثبات كل الشر لمكانهم وكل الضلال لسبيلهم. ووصف السبيل بالضلال من باب الإسناد المجازي للمبالغة والآية على ما سمعت متصلة بما قبلها من قوله تعالى: {وَلاَ يَأْتُونَكَ} [الفرقان: 33] إلخ وقال الكرماني هي متصلة بقوله تعالى: {أصحاب الجنة يومئذ} [الفرقان: 24] الآية {قِيلَ} ويجوز أن تكون متصلة بقوله سبحانه: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلّ نَبِىّ عَدُوًّا مّنَ المجرمين} [الفرقان: 31] انتهى. وما ذكر أولًا أبعد مغزى، وقوله تعالى:.تفسير الآية رقم (35): {وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَا مَعَهُ أَخَاهُ هَارُونَ وَزِيرًا (35)}{وَلَقَدْ ءاتَيْنَا موسى الكتاب} إلخ جملة مستأنفة سيقت لتأكيد ما مر من التسلية والوعد بالهداية والنصر في قوله تعالى: {وكفى بِرَبّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا} [الفرقان: 31] على ما قدمناه بحكاية ما جرى بين من ذكر من الأنبياء عليهم السلام وبين قومهم حكاية إجمالية كافية فيما هو المقصود. واللام واقعة في جواب القسم أي وبالله تعالى لقد آتينا موسى التوراة أي أنزلناها عليه بالآخرة، وقيل: المراد بالكتاب الحكم والنبوة ولا يخفى بعده {وَجَعَلْنَا مَعَهُ} الظرف متعلق بجعلنا، وقوله تعالى: {أَخَاهُ} مفعول أول له وقوله سبحانه: {هارون} بدل من {أَخَاهُ} أو عطف بيان له وقوله عز وجل: {وَزِيرًا} مفعول ثان له وتقدم معنى الوزير ولا ينافي هذا قوله تعالى: {وَوَهَبْنَا لَهُ من رحمتنا أَخَاهُ هارون نَبِيًّا} [مريم: 53] لأنه وإن كان نبيًا فالشريعة لموسى عليه السلام وهو تابع له فيها كما أن الوزير متبع لسلطانه..تفسير الآية رقم (36): {فَقُلْنَا اذْهَبَا إِلَى الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَدَمَّرْنَاهُمْ تَدْمِيرًا (36)}{فَقُلْنَا اذهبا إِلَى القوم الذين كَذَّبُواْ بئاياتنا} هم فرعون وقومه والظاهر تعلق بآياتنا {بذكبوا}. والمراد بها دلائل التوحيد المودعة في الأنفس والآفاق أو الآيات التي جاءت بها الرسل الماضية عليهم السلام أو التسع المعلومة. والتعبير عن التكذيب بصيغة الماضي على الاحتمالين الأولين ظاهر على الأخير قيل. لتنزيل المستقبل لتحققه منزلة الماضي. وتعقب بأنه لا يناسب المقام. وقال العلامة أبو السعود: لم يوصف القوم لهما عند إرسالهما إليهم بهذا الوصف ضرورة تأخر تكذيب الآيات التسع عن إظهارها المتأخر عن ذهابهما المتأخر عن الأمر به بل إنما وصفوا بذلك عند الحكاية لرسول الله صلى الله عليه وسلم بيانًا لعلة استحقاقهم لما يحكى بعده من التدمير وبحث فيه بما فيه تأمل، وجوز أن يكون الظرف متعلقًا باذهبنا فمعنى {لَّمَّا كَذَّبُواْ} فعلوا التكذيب {فدمرناهم تَدْمِيرًا} عجيبًا هائلًا لا يقادر قدره ولا يدرك كنهه والمراد به أشد الهلاك. وأصله كسر الشيء على وجه لا يمكن إصلاحه والفاء فصيحة والأصل فقلنا اذهبا إلى القوم فذهبا إليهم ودعواهم إلى الايمان فكذبوهما واستمروا على ذلك فدمرناهم فاقتصر على حاشيتي القصة اكتفاء بما هو المقصود. وقيل: معنى فدمرناهم فحكمنا بتدميرهم فالتعقيب باعتبار الحكم وليس في الاخبار بذلك كثير فائدة. وقيل: الفاء لمجرد الترتيب وهو كما ترى.وعطف {قُلْنَا} على {جَعَلْنَا} المعطوف على {آتَيْنَا} [الفرقان: 35] بالواو التي لا تقتضي ترتيبًا على الصحيح فيجوز تقدمه مع ما يعقبه على إيتا الكتاب فلا يرد أن إيتاء الكتاب وهو التوراة بعد هلاك فرعون وقومه فلا يصح الترتيب والتعرض لذلك في مطلع القصة مع أنه لا مدخل له في إهلاك القوم لما أنه بعد للإيذان من أول الأمر ببلوغه عليه السلام غاية الكمال التي هي إنجاء بني إسرائيل من ملكة فرعون وإرشادهم إلى طريق الحق بما في التوراة من الأحكام إذ به يحصل تأكيد الوعد بالهداية على الوجه الذي ذكر سابقًا.وقرأ علي كرم الله تعالى وجهه. والحسن. ومسلمة بن محارب فدمراهم على الأمر لموسى. وهرون عليهما السلام.، وعن علي كرم الله تعالى وجهه أيضًا كذلك إلا أنه مؤكد بالنون الشديدة، وعنه كرم الله تعالى وجهه {فدمرا} أمرا لهما بهم بباء الجر وكأن ذلك من قبيل.وحكى في الكشاف عنه أيضًا كرم الله تعالى وجهه {فدمرتهم} بتاء الضمير {تَدْمِيرًا وَقَوْمَ نُوحٍ} منصوب ضمر يدل عليه قوله تعالى: {فدمرناهم} أي ودمرنا قوم نوح، وجوز الحوفي. وأبو حيان كونه معطوفًا على مفعول فدمرناهم. ورد بأن تدمير قوم نوح ليس مترتبًا على تكذيب فرعون وقومه فلا يصح عطفه عليه.وأجيب بأن ليس من ضرورة ترتب تدميرهم على ما قبله ترتب تدمير هؤلاء عليه لاسيما وقد بين سببه بقوله تعالى: .تفسير الآية رقم (37): {وَقَوْمَ نُوحٍ لَمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْنَاهُمْ وَجَعَلْنَاهُمْ لِلنَّاسِ آَيَةً وَأَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ عَذَابًا أَلِيمًا (37)}{وَقَوْمَ نُوح} منصوب ضمر يدل عليه قوله تعالى: {فدمرناهم} [الفرقان: 36] أي ودمرنا قوم نوح، وجوز الحوفي وأبو حيان كونه معطوفًا على مفعول {فدمرناهم}. ورد بأن تدمير قوم نوح ليس مترتبًا على تكذيب فرعون وقومه فلا يصح عطفه عليه. وأجيب بأنه ليس من ضرورة ترتب تدميرهم على ما قبله ترتب تدمير هؤلاء عليه لاسيما وقد بين سببه بقوله تعالى: {لَّمَّا كَذَّبُواْ الرُّسُلَ} أي نوحًا ومن قبله من الرسل عليهم السلام أو نوحًا وحده فإن تكذيبه عليه السلام تكذيب للكل لاتفاقهم على التوحيد أو أنكروا جواز بعثة الرسل مطلقًا، وتعريف الرسل على الأول عهدي، ويحتمل أن يكون للاستغراق إذ لم يوجد وقت تكذيبهم غيرهم، وعلى الثاني استغراقي لكن على طريق المشابهة والادعاء، وعلى الثالث للجنس أو للاستغراق الحقيقي، وكأن المجيب أراد أن اعتبار العطف قبل الترتيب فيكون المرتب مجموع المتعاطفين ويكفي فيه ترتب البعض. وقيل: المقصود من العطف التسوية والتنظير كأنه قيل: دمرناهم كقوم نوح فتكون الضمائر لهم. والرسل نوح. وموسى. وهرون عليهم السلام ولا يخفى ما فيه. واختار جمع كون منصوبًا باذكر محذوفًا، وقيل: هو منصوب ضمر يفسر قوله تعالى: {أغرقناهم} ويرجحه على الرفع تقدم الجمل الفعلية. ولا يخفى أنه إنما يتسنى ذلك على مذهب الفارسي من كون لما ظرف زمان وأما إذا كانت حرف وجود لوجود فلا لأن {أغرقناهم} حينئذ يكون جوابًا لها فلا يفسر ناصبًا. ولعل أولى الأوجه الأول، و{أغرقناهم} استئناف مبين لكيفية تدميرهم كأنه قيل: كيف كان تدميرهم؟ فقيل: أغرقناهم بالوفان {وجعلناهم} أي جعلنا إغراقهم أو قصتهم {لِلنَّاسِ ءايَةً} أي آية عظيمة يعتبر بها من شاهدها أو سمعها وهو مفعول ثان لجعلنا و{لِلنَّاسِ} متعلق به أو متعلق حذوف وقع حالًا من {ءايَةً} إذ لو تأخر عنها لكان صفة لها {وَأَعْتَدْنَا للظالمين عَذَابًا أَلِيمًا} أي جعلناه معدًا لهم في الآخرة أو في البرزخ أو فيهما. والمراد بالظالمين القوم المذكورون، والإظهار في موقع الإضمار للإيذان بتجاوزهم الحد في الكفر والتكذيب أو جميع الظالمين الذين لم يعتبروا بما جرى عليهم من العذاب فيدخل في زمرتهم قريش دخولًا أوليًا. ويحتمل العذاب الدنيوي وغيره.
|